وَحينَ تغيبُ يَا تشرين ,
تجيءُ مواسم الفقدِ !
لِوُجودِكَ قُدسيّة تُغشّينا كَ جمَال الأرْوَاح الآتيَة فيك !
لاَ أَدريْ مُنذُ متَى , وَتِشْرينُ الثّاني يُلصِقُ فِي مُخيّلتي كُلّ العُذُوبَة والجمَال
ك جدَاريّةٍ كَبِيرَة في مَقهى عَتِيْق لَا يُدوّنُ فِيها إلا النُّصُوص الفَارِهة جِدًّا والتِي تَأتِي كَ تشْرِين ..
أشْعُر أنّكَ كَ دِثارٍ يَسْتُر ارتِجَافَنا وَخَواءَنا وَكُلّ الفَقْد !
وَفِي اليَومِ الأخيرِ مِنْكَ تَأتِي حفلَةُ الشِّتَاء
.
.
استيقَظتُ صَباح الاثْنَين , شَعَرْتُ بِأنّ أرديَتي تَتَواهَنُ أمامَ بردٍ يَفضَحُ خَوائي
أذكُر أنّي مَارَستُ انْتظارًا مُمرضًا , كُنْتُ أرمُقها قَريبًا من الشّرفَة وكأنَّ شَيئًا يُحْدثُ زَمهريرًا يُجمّد ظَهري
أمْسَكْتُ هاَتِفْي وَ كَتبت { الأوّل من ديسمبر / كانون الأول } مَسِيرَةُ غَيَاب
تَذكّرتُ أنَّ تَشْرِينَ قَد فَضّ شَرَاشِفَهُ عنّي , وعرَّانِي مِنْه !
وتَخَلَّى حِيْن صِرْتُ فَرَاشةً غَيْرُ مُخَلَّقَةٍ تَغِيْضُ فِيْ شَرْنَقَتِهَا ؛ لِأَنَّ تشْرِيْن الجمَال لا يُغَادِرُ دُونَه فَاسْتَباحَ حَرَائِري ومضَى .
أذْكُر أنَّ فَرَاشةً أُسْلِمَتْ لِ مَوتِ كَانُونَ وَبَرْدِهِ فِيْ الأوَّلِ مِنْ جَمالها المسْتَبَق ،
{ .. لَيْسَ بَيْنَ تِشْرِيْنَ وَنِيْسَان جَمَال !
كُلُّ مَا بَيْنَهُمَا : ارْتِجَافٌ وَبَرْدٌ كَ أشْبَاهِ مَوْت .. }
.
أَنْتَ تَعْلم انْغِمَاس عَاشِقٍ فِي لَحْظَةِ عِشْقِه ، فَتَنْتَهِي اللّحظَةُ عَلى حِيْن غِرَّةٍ وَلَا يُؤَدِّيْ طُقوسَ البَيْن !
وَأنْتَ غَادَرتَنِي فَ لَمْ أُخْبِركَ - يَا تشْرِين - أَنْ تُبْقِي قَلِيْلاً مِنَ السَّتَائر عَلى عَيْنِي وَقَلبِيْ
مَا كُنْتُ أَدْرِي نَرَجسِيَّتَكَ التِيْ تُلَمْلِمُ أَشْيَاءَها عِنْدمَا تُغَادِرُ فَلا تُبْقِي وَلا تَذَر !
وَرُغْمَ الحَدِيْث !
حَسِبْتُ الفَقْدَ فِيْ الشِّتَاء مُجَرَّدُ سَمَرٍ أَمَام مَواجِع الحَطَب ، فَفَاجَأنِي البَيْنُ فِي أَوَّل يَومِ مُغَادَرة !
وَبَكَيْتُ دُونَ لَحْظِ قُدْسِيَّة الأشْيَاءِ حَوْلِي
دُوْنَ اسْتِحْضَار وُجُود مَنْ يَهَابُ الدَّمْعُ وُجُودَه !
" يَا بَاكِيَة الغَدْ ،
سَتَجِدينَ أرْوَاحَنا قَرِيْبًا مِن الشُّرْفَة
تُرَفْرِفُ حَوْلَكِ "
وَ يَا ليْتَ الأرْوَاح َفِي سُخُونَةِ مَجِيْئِهَا تُدَفِّئُ بَرْد كَانُون المُحِيْط بِي ،
رَحِيْلُكَ يَا تِشْرِينُ أَجْبَرنِي أَنْ أُخْرِجَ آلامي كَ مَوْقِدٍ أُدَفِئُنِي بِهَا أَمَام بَرْدِ غَيَابِك ..
فَلا تَعْذِل جِرَاحًا فَتَقها الأوَّلُ مِنْ كَانُونَ وأطَالَتِ النّزف !
* الثالث من غَيَابك / كانون الأول[img][/img]
تجيءُ مواسم الفقدِ !
لِوُجودِكَ قُدسيّة تُغشّينا كَ جمَال الأرْوَاح الآتيَة فيك !
لاَ أَدريْ مُنذُ متَى , وَتِشْرينُ الثّاني يُلصِقُ فِي مُخيّلتي كُلّ العُذُوبَة والجمَال
ك جدَاريّةٍ كَبِيرَة في مَقهى عَتِيْق لَا يُدوّنُ فِيها إلا النُّصُوص الفَارِهة جِدًّا والتِي تَأتِي كَ تشْرِين ..
أشْعُر أنّكَ كَ دِثارٍ يَسْتُر ارتِجَافَنا وَخَواءَنا وَكُلّ الفَقْد !
وَفِي اليَومِ الأخيرِ مِنْكَ تَأتِي حفلَةُ الشِّتَاء
.
.
استيقَظتُ صَباح الاثْنَين , شَعَرْتُ بِأنّ أرديَتي تَتَواهَنُ أمامَ بردٍ يَفضَحُ خَوائي
أذكُر أنّي مَارَستُ انْتظارًا مُمرضًا , كُنْتُ أرمُقها قَريبًا من الشّرفَة وكأنَّ شَيئًا يُحْدثُ زَمهريرًا يُجمّد ظَهري
أمْسَكْتُ هاَتِفْي وَ كَتبت { الأوّل من ديسمبر / كانون الأول } مَسِيرَةُ غَيَاب
تَذكّرتُ أنَّ تَشْرِينَ قَد فَضّ شَرَاشِفَهُ عنّي , وعرَّانِي مِنْه !
وتَخَلَّى حِيْن صِرْتُ فَرَاشةً غَيْرُ مُخَلَّقَةٍ تَغِيْضُ فِيْ شَرْنَقَتِهَا ؛ لِأَنَّ تشْرِيْن الجمَال لا يُغَادِرُ دُونَه فَاسْتَباحَ حَرَائِري ومضَى .
أذْكُر أنَّ فَرَاشةً أُسْلِمَتْ لِ مَوتِ كَانُونَ وَبَرْدِهِ فِيْ الأوَّلِ مِنْ جَمالها المسْتَبَق ،
{ .. لَيْسَ بَيْنَ تِشْرِيْنَ وَنِيْسَان جَمَال !
كُلُّ مَا بَيْنَهُمَا : ارْتِجَافٌ وَبَرْدٌ كَ أشْبَاهِ مَوْت .. }
.
أَنْتَ تَعْلم انْغِمَاس عَاشِقٍ فِي لَحْظَةِ عِشْقِه ، فَتَنْتَهِي اللّحظَةُ عَلى حِيْن غِرَّةٍ وَلَا يُؤَدِّيْ طُقوسَ البَيْن !
وَأنْتَ غَادَرتَنِي فَ لَمْ أُخْبِركَ - يَا تشْرِين - أَنْ تُبْقِي قَلِيْلاً مِنَ السَّتَائر عَلى عَيْنِي وَقَلبِيْ
مَا كُنْتُ أَدْرِي نَرَجسِيَّتَكَ التِيْ تُلَمْلِمُ أَشْيَاءَها عِنْدمَا تُغَادِرُ فَلا تُبْقِي وَلا تَذَر !
وَرُغْمَ الحَدِيْث !
حَسِبْتُ الفَقْدَ فِيْ الشِّتَاء مُجَرَّدُ سَمَرٍ أَمَام مَواجِع الحَطَب ، فَفَاجَأنِي البَيْنُ فِي أَوَّل يَومِ مُغَادَرة !
وَبَكَيْتُ دُونَ لَحْظِ قُدْسِيَّة الأشْيَاءِ حَوْلِي
دُوْنَ اسْتِحْضَار وُجُود مَنْ يَهَابُ الدَّمْعُ وُجُودَه !
" يَا بَاكِيَة الغَدْ ،
سَتَجِدينَ أرْوَاحَنا قَرِيْبًا مِن الشُّرْفَة
تُرَفْرِفُ حَوْلَكِ "
وَ يَا ليْتَ الأرْوَاح َفِي سُخُونَةِ مَجِيْئِهَا تُدَفِّئُ بَرْد كَانُون المُحِيْط بِي ،
رَحِيْلُكَ يَا تِشْرِينُ أَجْبَرنِي أَنْ أُخْرِجَ آلامي كَ مَوْقِدٍ أُدَفِئُنِي بِهَا أَمَام بَرْدِ غَيَابِك ..
فَلا تَعْذِل جِرَاحًا فَتَقها الأوَّلُ مِنْ كَانُونَ وأطَالَتِ النّزف !
* الثالث من غَيَابك / كانون الأول[img][/img]